كم المكان هادئ هنا.. في دير ياسين!

نصار إبراهيم

 

كم يبدو المكان هادئ هنا.. في دير ياسين، صمت عميق يغمر المكان، صمت حزين يصل إلى أعماق الروح.. صمت الموت والفقد والغدر والذكريات، صمت أطفال ونساء ورجال.. استيقظوا فجرا وفي عيونهم  ألف سؤال .. ولم يمتلكوا الوقت لانتظار الأجوبة، مضوا وفي عيونهم عتب وغضب وخوف .. سقطوا فجرا ومع الضحى وظهرا .. لم يترك الطفل ثوب أمه وصدرها فمضى معها وفي عينيه  عتب على السماء والأرض.. 

التاسع من نيسان 1948 ذكرى مجزرة دير ياسين
التاسع من نيسان 1948 ذكرى مجزرة دير ياسين

 

رف عصافير يحط قريبا من أشجار الصبار المنسية.. أعشاب وحشائش وأشواك،

بقايا أشجار اللوز والرمان والتين.. تواصل نموها وحيدة، معالم جدران تطل من وحشة المكان وصمته الحزين.. بقايا دروب  ضاعت معالمها.. صرير الجنادب وهمسات الرياح تدور في الفضاء.. صدى أصوات قادمة من  على مسافة 65 عاما.. أطفال ودخان مواقد يتصاعد ويمضي بعيدا في السماء وعيون تحاور كأس شاي مع ميرمية.... نداء على جار يعبر الدرب مساء.. تمر امرأة تلقي تحية المساء وتمضي صعودا مغمورة برائحة الخبز الطازج.. صهيل فرس.. وفراشات تعانق ما تيسر من أزهار تنمو بلا نظام..

 

 

هذه دير ياسين، بقايا بيوت، وشبابيك، وأبواب، ودروب صامتة.. ترنو بحنين إلى الأفق البعيد.. كم المكان هادئ هنا في دير ياسين..

 

 

  • صفحة نصار إبراهيم على الفيس بوك:

Write a comment

Comments: 0