"أجدٌّ هذا أم تهريج ؟” ... شو هالمسخرة؟!

بقلم: نصار إبراهيم

"مؤتمر إسرائيل للسلام يا سلام!!!

 

الخبر: صحيفة هآرتس الإسرائيلية تنظم "مؤتمر إسرائيل للسلام" في 8تموز 2014 في فندق ديفيد انتركونتننتال - تل أبيب، حيث سيلقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلمة مسجلة، فيما سيشارك في المؤتمر كل من د. صائب عريقات (قيل بأنه أعلن انسحابه لاحقا احتراما لمشاعر الشعب الفلسطيني) ومنيب المصري....وأحمد الطيبي!!!! أما أبرز المشاركين الإسرائيليين: شمعون بيرس، ، إيهود باراك، لارسفابورغ أندرسون سفير الاتحاد الأوروبي في إسرائيل، تسيبي ليفني، يتسحاق هيرتسوغ رئيس حزب العمل، داني دايان رئيس مجلس مستوطنات الضفة وغزة سابقا،  وغيرهم الكثير (لمزيد من المعلومات أنظر برنامج المؤتمر).

في الحقيقة لقد اقتبست الجزء الأول من عنوان هذا التعليق من تعليق مقتضب للدكتور ياسين حمودة من سورية، على مقالتي "يا نار كوني بردا وسلاما على الطفل المقدسي محمد" التي نشرت في 3 تموز 2014... ولكن ليعذرني الدكتور حمودة وأنا استخدم كلماته هنا في سياق آخر، فقد يكون ذات السياق ولكن من زاوية أخرى.

نعم معك حق يا دكتور " أجدّ هذا أمتهريج؟"

يجري الدم الفلسطيني بينما تحتفل القيادة الفلسطينية "بمؤتمر إسرائيل للسلام"... فيما طائرات إسرائيل ذاتها وليس غيرها تعوي وتدمر ما هو مدمر خمس مرات، وفيما القدس تلم رماد شهدائها... وتقدم المزيد،  كل هذا يجري والقيادة الفلسطينية مشغولة بمؤتمر السلام الإسرائيلي!!! ومالو يا أخي الإنتركونتننتال فهو نضال أيضا! نعم معك حق يا دكتور حمودة: أجَدٌّ هذا أم تهريج؟!!!! في الواقع هو تهريج بل ومسخرة أيضا!

فعن أي شئ تبحث تلك القيادة يا ترى، وما هي الرسالة التي تريد إيصالها لأشتات الشعب الفلسطيني المدمى ؟؟؟

إسرائيل مستعدة لإعلان الحرب واجتياح المدن وقتل الآلاف وتدمير المدمر إذا قتل أحد جنودها أو مستوطنيها... أما القيادة الفلسطينية فتواصل إرسال الرسائل الخاطئة للجهة الخاطئة وفي الوقت الخاطيء وفي المكان الخاطئ وباللغة والتعابير الخاطئة، وما يثير الاستفزاز والاستهجان أكثر هو أن ذات القيادة نراها مسكونة بهاجس عدم إغضاب الرأي العام الإسرائيلي وما يسمى المجتمع الدولي والأمريكي وتخاطب كل هؤلاء بكل حساسية ودماثة ورقة... أما مزاج شعبها ودمه ووعيه فهذا آخر ما يلفت نظرها... حتى أنها  لم تنتظر أن يدفن الشعب شهداءه...قال "مؤتمر إسرائيل للسلام"... في الواقع هو فعلا مؤتمر إسرائيلي  نصا وروحا، ولكن ماذا تفعل القيادة الفلسطينية هناك.. في إنتر كونتننتال تل أبيب ؟!

إن ما يجري ليس زلة أو هفوة أو سوء تقدير.. بل خيار واع لطبقة منحازة لعكس مصالح أغلبية شعبها الساحقة... فعندما يصبح المال والمصالح هي نقطة الانطلاق لتحديد مسارات وخيارات أي حركة تحرر وطني، فحينها  لا عجب ولا عجاب... فإذا عُرف السبب بطل العجب... هكذا قيل!  

 فويل لفلسطين من قيادات لا تكترث لردة فعل شعبها ودمه وغضبه... وويل مضاعف لها إذا لم تضع حدا لهذا الاستخفاف سواء جاء من أقصى اليمين أو من أقصى اليسار وما بينهما. 

Write a comment

Comments: 0