محمد الأسود (جيفارا غزة) ينهض من جديد

بقلم نصار ابراهيم

 

قال طفل غزاوي، وأقسم على ذلك، بأنه قد رآه في ضوء القمر واقفا كرمح باسق.. كان مضيئا...

يتنقل بين القذائف وخيوط الرصاص وبروق الانفجارات، يحمل بندقيته ويسري مبتسما كنسمة خفيفة، يقطع غزة شمالا وجنوبا، شرقا وغربا.. ثم يعود وفي عينيه دموع وغضب عارم.

إذن الآن هي اللحظة المناسبة لينهض محمد محمود مصلح الأسود (جيفارا غزة) صاعدا من عمق الرمال... ليقف على شاطئ البحر ويمد بصره نحو الآفاق الأريع... إنها اللحظة المناسبة فغزة تقاتل كما عهدها تماما... لقد برعمت الدالية يا محمد... والدم لم يذهب هباء...

 يقف جيفارا غزة بكل بهائه مبتسما... وكأنه يقول:لقد قلت لكم هذا هو شعبي، هذه هي غزة التي أعرفها وتعرفني، غزة التي تعلمت منها المستحيل، المنبسطة ككف اليد ولكنها تنغلق كزهرة لحماية من يعشقها... هي غزة التي فارقتها قبل واحد وأربعين حولا وهي تقاتل... وها أنذا أعود إليها اليوم وهي تقاتل بذات الروح والعناد والصلابة... لقد قلت لكم أن غزة سترد ولن تصمت أو تنحني.. فأنا أعرفها أكثر منكم... فقد شربت من مائها وأكلت من برتقالها، وغسلت شعري في ماء بحرها... أعرف معنى نظرات أطفالها، كما أعرف عندما تعتكر عيون نسائها الجميلة غضبا.

تذكروا الإسم جيدا محمد محمود مصلح الأسود (جيفارا غزة) ولد في حيفا في 6 كانون ثاني، شهرالمطر والخصب عام 1946 واستشهد في غزة في 9 آذار، شهر اللوز ونهوض الطبيعة من غفوتها عام 1973... يومها رقص جنود الاحتلال فرحا وكأنهم لا يصدقون بأنهم أخيرا وبعد أربع سنوات من المطاردة قد وصلوا إلى الأسطورة جيفارا غزة، القائد العسكري والسياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذي أنهكم وأدماهم وتفوق عليهم.

لقد التقطت غزة الراية التي تضرجت بدم محمد الأسود قبل واحد وأربعين عاما، كما التقطها رفاقه وإخوته من كل التنظيمات المقاومة... لقد فهمت غزة الرسالة جيدا... فكما قاتلهم جيفارا يوما فوق الأرض وتحتها، ها هي غزة تواصل التجربة  فتقاتلهم اليوم فوق الأرض وتحتها... وغزة هي حاضر مقاوم وماض مقاوم ومستقبل مضئ محمي بالمقاومة... ولا خيار آخر غير ذلك...فغزة لا تخون ذاتها وأبناءها الذين تقدمهم على دروب الحرية منذ أن وجدت.

يقول الطفل الغزاوي الذي أقسم  بأنه شاهد جيفارا غزة  عند شاطئ البحر تذكروا الإسم الكامل لكل شهيد يسقط رافعا راية المقاومة والحرية ... تذكروا أسماءهم كاملة وواضحة...فهم سيعودون ذات يوم... بذات الوضوح الذي ذهبوا به كما عاد اليوم محمد محمود مصلح الأسود – جيفارا غزة.

 


 

:مدونة نصار ابراهيم على الفيسبوك

Write a comment

Comments: 0